في اليوم الثاني من شهر "يونية" الشمس
ليست واضحة في الأفق ، لكن أثرها جليًّا ، فالطرقات حارة و البيوت خانقة حتي أن الأنفس ضائقة علي أصحابها
.
أي أن الجو لا يتناسب مع شيء إلا الخمول و الراحة .. لكن الحقيقة أنني لم أكتب
لأجل الراحة ، كتبت لأجل ضبط النفس وتكييفها علي المناخ لإنجاز المطلوب، وكتبت
لأجل الإنجازات الصغيرة فهي كالشمس لا تظهر لكن النجاح أي الأثر سيُري رأي العين..
ذاك المختصر و إليك التفسير
ضبط النفس هو أن تفعل ما يجب فعله في الوقت
الصحيح لا في الوقت المناسب دون النظر لأي ظرف طاريء أو للعوامل النفسية و
التقلبات المزاجية.
من نجح في رسالة الدكتوراة لم يفكر في مزاجه
السيء وهو يكتب فصلًا تلو الآخر !لم يلتفت لجهنم الصيف ولا لثلوج الشتاء.. هو
فقط فكر في ما يجب فعله وفي النجاح الذي يُبذل من أجله النفيس.
كلنا يريد شيئا .. نعم ذلك الشيء الذي يلمع
في عقلك الآن وتضيء عيناك شوقًا كلما تذكرته.دعني أعترف لك أن هذا الشيء -دون أن أعلم
ماهيته- صعب المنال ما لم تستعن عليه بضبط النفس بعد استعانتك بالله .
نريد فيعلو الحماس أيما علو وتلهث الأنفاس
حتي نظن أن المراد سيتحقق اليوم قبل الغد ، وبعد أسبوع علي الأكثر –أو قل شهرًا في
الأهداف الكبري- يذوب حماس البدايات كذوبان الثلوج في حرارة يوم كيومنا هذا،
نتذكر المنشود ولا نتذكر كيف كنا نفعل لنحققه
، نتخذ من اللاشيء الحجج والأعذار ونقنع أنفسنا أنها الظروف قد حكمت فماذا نفعل؟ إذا
كنت ممن يرون الطقس و الأخبار و الحزن و ما إلي ذلك سببًا في البعد خطوة عن هدفك
.. أنصحك بتعلم "ضبط النفس" ، ستجد أن البداية كالنهاية و أن تحقيق
الهدف لا يعوقه عائق والمفاجأة أنك ستعلم أن الحماس لا يلزم لأن النفس وقتها لن
تحتاج لمحرك بل وقودها هو علمك بما يجب فعله فقط
هذه الأيام في ماراثون الاختبارات الجامعية
يجد الطالب نفسه ضحية –وهو كذلك- لكن رؤيته تمنعه من الاجتهاد ، ثم يبدأ الشكوي
وكيف أن الظروف لا تتلاءم مع ما يريد .
أنت علي حق ...ولكن لا تنتقم من نفسك ، انتقم لنفسك!
صديقتكِ الخبيثة تريد منك التكاسل حتي تسبقك
بدرجات و تعلو في عين نفسها ، مُعيدكِ المعقد الذي لا يرقي أن يكون مدرسا مساعدا يصب
عقده اللامنتهية عليكِ، حتي ورقة الامتحان رغم كونها جمادا –لا به ولا عليه –
تحاول أن تخرج أسوأ ما فيك..الكل عليكِ أليس هذا هو الوضع؟
منذ متي ونحن نفعل ما يريده منا الناس و ما يمليه علينا الوضع..تعلمي "ضبط
النفس" وعلميه لصديقتكِ الخبيثة.
من
سمح للظروف العامة أن تشكل ظروفه الخاصة فلا يلومنّ الظروف ولكن فيلم نفسه!
أما عن الإنجازات الصغيرة فهي مفتاح النجاح ،
ليس المطلوب تحريك جبل كامل في المرة الواحدة لكن يكفيك فخرًا أنك أزلت صخرة من مائة..
أبشر ستحرك الجبل وحدك في مائة يوم ، يا صديقي أزل فقط ذرة من الرمل .. أعدك أن
الاستمرار سيصل بك إلي القمة
في كل يوم تقابلك الكثير من الخيارات لكنك تري نفسك غير كافٍ .. أنت حقا تكفي ولكن
تعلم كيف!
بقلم/ د.إسراء محمود
احسنتى النشر
ردحذفأحسن الله إليكِ
حذف